الأحد 21 نيسان 2024

الأحد 21 نيسان 2024

18 نيسان 2024
الأحد 21 نيسان 2024
العدد 16
الأحد الخامس من الصوم
اللحن الخامس، الإيوثينا الثانية


أعياد الإسبوع:

21: أحد مريم المصريّة، الشّهيد في الكهنة ينواريوس ورفقته، أنستاسيوس السينائيّ، 22: ثاوذوروس السَّيقي، الرّسول نثنائيل، 23: العظيم في الشُّهداء جاورجيوس اللابس الظفر، 24: البارّة أليصابات العجائبيّة، الشّهيد سابا، 25: الرّسول مرقس الإنجيليّ، 26: الشّهيد فاسيلافس أسقُف أماسيّة، 27: سبت لعازر، الشّهيد في الكهنة سمعان نسيب الربّ.

نموذج الرجاء بالتوبة... مريم المصرية

"قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ" (مر 1: 15)

الحديث عن التوبة سهل أمّا تحقيقها فأمر عجائبيّ. ليس أفضل التائبين أكثر من يتحدّث عن التوبة، بل التائب الحقيقي هو من يعيشها في السّرّ (mystery) وفي الخفية. الدعوة إلى التوبة دائمة لأنّ الإنسان في هذا العالم يحارب الخطيئة في كيانه ووجوده، إذ صارت الخطيئة والأهواء طبيعة ثانية لبسها البشر بعد السقوط...

التوبة هي على الرجاء لأنّ القدرة لإتمامها ترتبط بمشيئة الإنسان من جهة، وبقوّة الله من جهة أخرى. الصعوبة تكمن في الخروج من العادة، لأنّ الأهواء هي التعوَّد على الخطيئة وبالتالي هي ارتباط عضويّ بين الإنسان والخطيئة. لتنفصل عن الهوى عليك أن تقبل بموتك عن ذاتك وتلذّذاتك وتعزياتك المتأتّية عنه... هل هذا ممكن ومستطاع للإنسان؟!... من هنا حياة البِرّ هي سعي دائم إلى الفضيلة بالتوبة. طبعًا هذا يفترض أن أعرف خطاياي وأهوائي... وهنا الصعوبة الكبرى، أن أقبل بأنّي خاطئ حقيقة وليس فقط أن أقول هذا الكلام بشفتيّ كصورة عن تقوى زائفة، لأنّ من يعترف، حقيقة، بأنّه خاطئ يتألّم من خطيئته ويطلب التّحرُّر منها، وما عدا ذلك فهو موقف توبة زائف...

مريم المصريّة نموذج كبير جدًّا للتائبين وعودتها إلى الله أمر عجائبيّ، لأنّ من ينغمس في اللذائذ كما هي يُظلم فيه الفكر والقلب ويَحْتَرُّ جسده دائمًا، وبالتالي إمكانيّة توبته نادرة الوجود. من تعوّد اللّذّة هل يستطيع أن يتركها بقرار بسيط وواضح؟!... الطّهارة أيقونة الدّهر الآتي، والمؤمن مدعوّ لاقتنائها منذ الآن... لذلك، التّوبة هي عطيّة النّعمة الإلهيّة وبها وحدها فقط يستطيع الإنسان أن يتوب. ما لم يُعطَ الإنسان التوبة لا يمكنه أن يحقّقها، أي أن إرادة الإنسان وحده ورغبته بأن يغيّر ذهنه وطريقه وحياته وأولويّاته لا تكفي بدون قوّة النّعمة الإلهيَّة.

التوبة مسيرة حياة، علينا أن نطلبها من الله وأن نريدها بكلّ جوارحنا، هي لحظة حقيقة يعيشها الإنسان بكلّ كيانه تفتح له طريق التغيير وتمنحه النّعمة ليسير فيه. ابتداءً من هذه اللحظة يأتي دور الإنسان بالمحافظة على هذه النعمة من خلال إصراره ومثابرته على هذا التغيير والتّمسُّك بالنعمة المعطاة له عبر السلوك في الطريق الجديد الَّذي فُتِح له...

تعطينا الكنيسة المقدّسة نماذج من التائبين والتائبات لتشجّعنا وتقوّينا حتّى لا نيأس من خلاصنا، ونموذج مريم المصرية هامّ جدًّا خاصّة لجيل الشباب في هذا العصر حيث تكثر من حولهم وعليهم تجارب الشهوات المختلفة وحتّى المخالِفَة للطبيعة. مريم المصرية نموذج محفِّز للشبيبة ولكلّ مؤمن على عدم الخوف والقنوط من رحمة الله، ودافع للمسير في طريق التوبة الشّاقّ والمبارك، طريق الحرّيّة والفرح والسلام الحقيقي الآتي من روح الله القدُّوس...

رسالتنا كمسيحيين هي تجديد الكون بتشبّهنا بيسوع المسيح، وطريقنا إلى هذه الخليقة الجديدة بيسوع هي التوبة بقوّة النّعمة الإلهيَّة وشركة روح الله، بواسطة الأسرار المقدَّسة ولا سيّما سرّ الافخارستيَّا المترافق مع سرّ التوبة والاعتراف...
ومن له أذنان للسمع فليسمع...

+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما


طروبارية القيامة باللحن الخامس

لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المساوي للآبِ والرّوح في الأزليّة وعدمِ الإبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يعلوَ على الصليبِ ويحتملَ الموت، ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدة.

طروبارية القديسة مريم المصرية باللحن الثامن

بكِ حُفِظَت الصورةُ بإحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَ بأمورِ النفسِ غير المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.

القنداق  باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيِين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعْرِضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسْرِعي في الطلْبَةِ يا والِدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بِمكرميك.

الرسالة: عب 9: 11-14
صَلُّوا وأوفوا الربَّ إلهُنا
اللهُ معْروفٌ في أرضِ يهوذا


يا إخوَةُ، إنَّ المسيحَ إذْ قَدْ جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبلةِ، فبمَسْكنٍ أعظَمَ وأكمَلَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بأيدٍ، أيْ ليسَ من هذه الخليقةِ وليسَ بدمِ تُيُوسٍ وعجولٍ بَلْ بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقْداسَ مرَّة واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا. لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسدِ، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الذي بالرُّوح الأزَليِّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائرَكُم منَ الأعْمالِ الميتة لِتعْبُدُوا اللهَ الحيَّ.

الإنجيل: مر 10: 32-45

في ذلك ا لزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الإثْنَي عَشَرَ وابْتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعْرُضُ لَهُ: هُوذا نَحْنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسَلَّمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ فَيْحكُمونَ عَلَيْهِ بِالموْتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهْزَأونَ بِهِ ويَبْصُقونَ عَلَيْهِ وَيَجْلدونَهُ وَيَقْتُلونَهُ وفي اليَوْمِ الثالثِ يَقومُ. فَدَنا إليْهِ يَعْقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصْنَعَ لَنا مَهْما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصْنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجْلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يساركَ في مَجدِكَ. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعْلَمان ما تَطْلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصْطَبِغا بالصبْغَةِ التي أصْطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَسْتَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمَّا الكأسُ التي أشْرَبُها فَتَشْرَبانِها وبِالصبْغةِ التي أصْطَبِغُ بِها فَتَصْطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أعْطِيَهُ إلاّ للذينَ أُعِدَّ لَهُمْ، فَلَمَّا سَمِعَ العَشرَةُ ابْتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنا فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم قدْ عَلِمْتُمْ أنَّ الذينَ يُحْسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليْهم وأمَّا أنْتُمْ فَلا يَكونُ فيكمْ هكذا ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُمْ خادِماً وَمَن أراد أن يكونَ فيكمْ أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميع عَبْداً، فإن ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ  وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.

في الإنجيل

"هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن البشر سيسلم... فيحكمون عليه بالموت... فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم"
 إن الرب يسوع يتوجه إلى تلاميذه ويطلعهم على ما سيحدث له في أورشليم، يهيئهم لسر الفداء وخلاص الطبيعة البشرية، ليس عبر الانقلاب العسكري والسيطرة على الحكم وأخذ السلطة، كما اعتقد تلاميذه...

بل عبر بذل ذاته محبة بالناس بموته على الصليب، إنه سر اخلاء الذات والطاعة لمشيئة الله حتى الموت موت الصليب:"أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.  وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (فيليبي 2: 6)
هل فهم التلاميذ بداية أن مملكة المسيح ليست أرضية ؟

 بداية لم يفهم التلاميذ رسالة الربّ يسوع وظنّوا أنّه يسعى إلى مملكة أرضيّة، لذلك حاول اثنين منهم أن يسرعوا ويطلبوا الجلوس عن يمين السلطة ويسارها لئلا يسبقهم الآخرون...    
أنتما تطلبان السلطة بينما أنا أدعوكما إلى بذل الذات والخدمة! دعا يسوع صلبه بالكأس لأنّه كان ماضياً إليها طوعيّاً وبفرح. ودعا موته بالمعمودية لأنّه بواسطتها سوف يُطهِّر العالم بأسره". (القديس يوحنا الذهبي الفم).

ما هي السيادة الحقيقيّة؟1
السيادة الحقيقية التي أرادها الرب المتحنن هي: بذل الذات من أجل الآخرين، فمن "أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُم خادِماً، وَمَن أراد أن يكونَ فيكُم أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميعِ عَبداً". 

وأعطى نفسه مثالا حيًا إذ قال:" إن ابن البشر لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ. وليبذل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين"
 إن بذل الذات هو تعبير عن حب لا متناهي، وقد أشار الرب إلى ذلك بقوله:" ما من حبٍ أعظم من هذا أن يبذل الانسان نفسه عن أحبائه" (يوحنا 15: 13)، 
ما هو الرابط بين بذل الذات والحياة الأبدية؟

إذاً فطريق الحياة الأبدية تمرّ عبر بذل الذات أي عبر الصليب،  لذلك علينا أن نَعي أنّ حديث يسوع عن الآلام هو انسكاب للحُبّ الإلهيّ علينا ومِن أجلنا، وأنّ تلقّفنا للحُبِّ الإلهيّ واشتراكنا الطّوعيّ مع يسوع في مَسيرته نحو الصّليب هو الطّريق الّذي يفتح أمامنا باب الفردوس ويُعطينا أن نفهم سرّ الحياة الحقيقيّة. 
ما هي الحياة الحقيقيّة؟
الحياة الحقيقيّة هي في وَعينا لسِرِّ الحُبّ الإلهيّ عبر بذل ذواتنا بحمل الصليب كل يوم حبًا بالذي أحبنا أولاً.


الأحد الخامس من الصوم الكبير

لماذا نعيّد للقدّيسة مريم المصريّة خلال الصوم الكبير؟
يصادف هذا اليوم الأحد الأخير قبل بدء أسبوعِ الآلام ويتمّ تخصيصه للقدِّيسة مريم المصريَّة. نعيِّد للقدِّيسة مريم المصريَّة خلال الصوم الكبير لعدَّة أسباب:
أوَّلاً، هي المثال بإمتياز للتوبة المسيحيَّة، هي الَّتي ابتعدَت عن حياة الزنا لتعيش حياةً تائبة، في النُّسك الشَّديد والصَّلاة من أجل محبَّة المسيح في صحراء عبر الأردن. فالصَّوم الكبير في حدِّ ذاته هو موسم التوبة، وخلال المرحلة الأخيرة من الصوم المتعِب، يتمّ تقديم مريم المصريَّة كمثال للثبات.

  ثانيًا: تكشف سيرة القدِّيسة مريم أنَّ القدِّيس زوسيما الكاهن التقى بها أثناء فترة خلوته التي كانت في فترة الصوم الكبير. وتدور معظمُ أحداثِ سيرتِها في الصوم الكبير. وفيها يُذكر أيضًا أنَّها تلقَّت مناولتَها الأخيرة يوم الخميس المقدَّس وتوفّت في اليوم نفسه. ولهذا وَجدت الكنيسة أنَّه من المناسب إقامة ذكرى خاصَّة لأعظم الخطأة التائبين في زمن الصوم.

أخيرًا يُذكَر أنَّه منذ دخول القدِّيسة مريم صحراء الأردن إلى أن اكتشفها القدِّيس زوسيما، مرَّت ٤٧ سنة. الرقم "٤٧" مهمّ في موسم الصوم حيث يتمّ تشجيع جميع المسيحيِّين على الاقتداء بحياة القدِّيسة مريم خلال هذا الوقت من خلال بذل جهود إضافيَّة في صلواتنا وصومنا الَّذي يستمرّ ٤٠ يومًا لفترة الصوم الكبير و ٧ أيَّام أخرى خلال فترة الأسبوع العظيم المقدَّس. وكأنّ الآباء القدِّيسين يسألوننا: "إذا كانت القدِّيسة مريم المصريَّة تستطيع أن تعيش نمط الحياة هذا مدَّة ٤٧ عامًا، ألا يمكننا جميعًا على الأقل أن نحاول القيام بذلك مدَّة ٤٧ يومًا فقط؟"

وسنكسار هذا اليوم يَذكر الأمر عينه: يُحتفل بتذكار هذه القديسة في الأول من نيسان حيث تُذكر حياتها. وبما أنَّ الأربعين المقدَّسة قد اقتربت فقد تمّ تحديد ذكرها في هذا اليوم أيضًا. حتى إذا استصعبنا أن نمارس الامتناع قليلاً أربعين يومًا، تنهضنا بطولة تلك الَّتي صمتت في البرِّيَّة سبعًا وأربعين سنة، وأيضًا محبَّة الله العظيمة واستعداده أن يغفر لها، وأن يستقبلها كما كلّ التائبين.

أمنا البارة مريم المصرية

هذه لما كانت ابنة اثنتي عشرة سنة ذهبت خفية عن والديها الى مدينة الإسكندرية وعاشت فيها بالدعارة والخلاعة مدة سبع عشرة سنة. ثم جال في خاطرها أن تتوجه الى أورشليم مع زائرات آخر كثيرات وتحضر رفع الصليب الكريم لأجل التفرج. وهناك انهمكت في جميع انواع الدعارة والفسق وورطت كثيرين في هوة الهلاك. ثم في يوم رفع الصليب أرادت ان تدخل الى الكنيسة فشعرت ثلاث او اربع مرات بقوة غير منظورة تمنعها من الدخول فيما كانت جماهير الشعب التي معها تدخل من دون مانع. فنخست في قلبها من ذلك وعزمت ان تعدل عن تلك السيرة وتستعطف الله بالتوبة. وهكذا عادت راجعة الى الكنيسة فدخلتها بسهولة وسجدت لعود الصليب الكريم. وفي ذلك اليوم نفسه توجهت من أورشليم وجازت نهر الأردن ذاهبة الى اعماق البرية وهناك عاشت 47 سنة عيشة قاسية جداً لا يطيقها انسان وكانت تصلي وحدها لله وحده. وفي اواخر حياتها صادقت ناسكاً اسمه زسيماس فحدثته بقصتها من أول حياتها الى ذلك الحين وطلبت اليه ان يأتيها بالأسرار الطاهرة لتتناول. فأجابها الى ذلك وفي السنة التالية يوم الخميس العظيم اتاها بها وناولها. ثم بعد سنة عاد زسيماس اليها فوجدها مطروحة على الأرض ميتة. ووجد مكتوباً بالقرب منها الكلمات الآتية "أيها الآب زسيماس ادفن جسد مريم الشقية هنا". انني توفيت في اليوم الذي تناولت فيه الأسرار الطاهرة، فصلِ من أجلي، وكانت وفاتها على رأي البعض سنة 378 وعلى رأي آخرين سنة 437.

أخبارنا

قداس الشعانين في رعية كفرعقا

تحتفل كنائس الأبرشيّة بعيد الشعانين المقدس صباح الأحد الواقع فيه 28 نيسان 2024 ويترأس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) قداس الشعانين في كاتدرائية القيامة في رعية  كفرعقا-الكورة   تبدأ صلاة السحر الساعة الثامنة والربع صباحاً  يليها القداس الإلهيّ التاسعة والنصف.